“نوران محمد”
من تكون ؟؟ لنتعرف على هذه المرأة عن كثب ونغوص في تفاصيل حياتها ما قبل وبعد استلامها لعرش مملكة تدمر.
نسبها: هي من أصل عربي، تدعى الزباء بنت عمرو بن الظرب بن حسان بن أذينة بن السميدع السمعية المشهورة في العصر الجاهلي، صاحبة تدمر وملكة الشام والجزيرة. يسميها الإفرنج “زنوبيا” وأمها يونانية من ذرية “كليوباترا” ملكة مصر.
صفاتها: زنوبيا ملكة جليلة ذات رأي وحكمة وعقل وسياسية ودقة ونظر وفروسية وشدة بأس وجمال فائق.
كانت سمراء اللون قوية اللحظ وكانت الهيبة والجمال والعظمة تلوح على وجهها وكانت أسنانها بيضاء كاللؤلؤ وصوتها قوي وجهوري، وجسمها صحيح سالم، وكانت الابتسامة لا تفارقها فعاشت بعظمة ملوكية مقلدة ملوك الأكاسر فكانت تضع العمامة على رأسها وتلبس ثوباً أرجوانياً مرصعاً بالجواهر، وكثيراً ما كانت تترك ذراعها مكشوفة.
تثقفت بالثقافة اليونانية وكانت تتكلم الآرامية والقبطية وبعض اللاتينية واليونانية ولها اطلاع واسع على تاريخ الشرق والغرب وكانت تقرأ هوميروس وأفلاطون وألفت تاريخاً عن مصر وآسيا.
قضية الحكم: كانت زنوبيا زوجة لأذينة سيد الشرق الروماني الذي امتدت سلطته على سوريا وما يليها ولقب ملك الملوك، وكان إذا خرج للحرب أناب عنه في حكومة تدمر امرأته زنوبيا حتى قيل: أن ما وصل إليه من البراعة في القيادة يرجع إليها.
سيرتها: كانت أقرب إلى سير الأبطال من سير النساء، فلم تكن تركب في الأسفار غير الخيل، ولم تكن تحمل في الهودج، وكانت تجالس قوادها وأعوانها وتباحثهم، وإذا جادلتهم غلبتهم بقوة برهانها وفصاحة لسانها، وكانت عادلة في رعاياها خصوصاً من العرب
آثار تدمر مازالت شاهدة حتى اللحظة على ما كانت فيه من عظمة ومنعة وعز وثراء وبهاء بقيادة زنوبيا.
وفي نهاية هذه المسيرة الطويلة في الحكم نستنتج أن زنوبيا لم تكن كالنساء الباقيات الضعيفات الغير قادرات على إدارة أنفسهن قبل الآخرين بل كان لديها سابقة إصرار ونزعة قويتين والدليل أنها لم تكن لتعترف بالهزيمة ولم تنكسر عزيمتها حتى آخر رمق وماتت وهي مضربة عن الطعام واعتبرت هذا الإضراب بمثابة ترميم لانكسارات متتالية مرت في عهدها.