عاشقة الورد


أبو يزن، وهو رجل مسن لديه دكان مقابل إحدى المقابر، يقول: كل صباح تأتي فتاة إلى المقبرة، تجلس على أحد القبور وتبكي، سألتها ما الأمر يا ابنتي؟ تنهدت ثم قالت: آه يا عماه! ماذا أقول؟ وجعي فوق كل وجع! أنا ميس، طالبة في كلية الحقوق، كان لدي صديقة تدعى ورد، تعرفت عليها في الثانوية العامة.
كانت صديقتي تعشق الورد، وبالذات الورد الجوري، ومن حبي لها كنت أحضر لها كل صباح وردة.
كانت تضع الورود في دفتر خاص بنا، وتكتب تاريخ كل وردة، وتطلب مني ألا أبتعد عنها، لأنها لا تملك صديقة سواي.
كنت أمضي معظم الوقت معها، أشعر بغربة حين أفارقها.
ذات يوم اضطررت لمغادرة المدينة، دون أن أخبر أحداً، حتى ورد، لأن والدي منعني من هذا.
لم تفارق الدموع خديّ بفراق ورد، وأنا لم أعرف عن ورد أي خبر، ولم أستطع أن أراسلها، لكني كل صباح كنت أحضر وردة وأضعها في دفتري وأكتب لورد عن أسباب غيابي لعلنا نقرأه مستقبلاً.
وبعد نحو خمسة أشهر عدت إلى مدينتي، كنت متشوقة لمقابلة ورد، ولإخبارها عن أسباب غيابي، ومتأكدة من أنها ستفهمني.
حملت وردة حمراء بيدي وذهبت وجلست على مقعدنا وبدأت انتظرها كما كنت أنتظرها كل مرة دون ملل.
جاءت صديقة في كليتنا وأعطتني رسالة صغيرة وقالت لي: ورد توصل لك سلاماً خاصاً. فسألتها بلهفة عن ورد، لكنها رفضت إخباري وقالت لي: عندما تقرئين الرسالة ستعرفين مكان ورد.
جلست على المقعد، أمسكت الرسالة مع الوردة بكلتا يدي وأنا أرتجف، فتحت الرسالة وبدأت أقرأ:
“ميس.. أعرف أنك الآن على مقعدنا وبيدك وردة حمراء.
أعرف أنك ستعودين ولن تتخلي عني.
انتظرتك كثيراً.
كل ليلة كنت أضع على وسادتي آخر ورداتك وأهامسها.
تمنيت في آخر لحظة لي من هذه الدنيا أن أضمك وأبكي.
لا تحضري لي الورد لأنه سوف يذبل ويموت.
أكملي حياتك وحققي حلمنا بالدراسة والنجاح.
أحبك حتى الموت.
قولي لمن يسأل عني: اسمي عاشقة الورد”.
بقلم: مرام

اترك تعليقاً