تقرير ورشة عمل بعنوان دور المرأة في المجال السياسي

إدلب – 23 أكتوبر 2025

في خطوة نوعية باتجاه كسر القوالب النمطية حول أدوار النساء، نظّم مركز مزايا النسائي بمدينة إدلب ورشة عمل بعنوان “دور المرأة في المجال السياسي”، بمشاركة واسعة من فرق ومبادرات نسائية ناشطة. الورشة، التي أقيمت في 23 تشرين الأول، سعت إلى تسليط الضوء على أهمية تمكين النساء في مواقع صنع القرار، وفتح أفق لتأسيس تجمع نسائي موحد قادر على التأثير في المشهد السياسي المحلي

الفعالية جمعت طيفًا متنوعًا من الفرق والمراكز العاملة على تأهيل النساء مهنيًا وأكاديميًا، من بينها فرق “صامدات”، “نساء السلام”، “ع أمل”، “زمردات”، “مسرة”، “ويبقى الأمل”، وتواصوا”، إلى جانب جمعيتي “صناع الإرادة” والمرأة”. وتخللت الورشة نقاشات معمقة تناولت أبرز التحولات التي شهدتها مشاركة النساء السياسية في السنوات الأخيرة، إلى جانب التحديات البنيوية والمجتمعية التي ما زالت تعيق وصول النساء إلى مراكز القرار

إيثار العلام، مديرة مركز مزايا، أكدت في تصريحها أن الورشة لم تكن فقط مساحة للحوار، بل فعلًا سياسيًا بحد ذاته. تقول:نقيم هذه اللقاءات لأننا نؤمن أن رفع الوعي السياسي للنساء هو الخطوة الأولى نحو كسر الصورة النمطية التي تضع المرأة في زاوية الأدوار التقليدية. نريد نساءً يفهمن الواقع السياسي، يمتلكن الأدوات والثقة، ويستطعن التأثير لا الاكتفاء بالمراقبة

من جانبها، شددت السيدة قمر، ممثلة فريق “زمردات”، على أن حضور النساء في السياسة لم يعد مجرد حق مكتسب، بل ضرورة حضارية. وأكدت أن تغييب النساء عن مواقع القرار لا يُضعف النساء فقط، بل يضعف بنية المجتمع بأسره. “من حيث العدد نحن نصف المجتمع، ومن حيث الكفاءة أثبتت النساء جدارتهن في مواقع القيادة، ومن حيث التأثير لا بد أن تعكس السياسات حاجاتنا نحن أيضًا

الورشة التي استمرت ليوم كامل، خُتمت بتوقيع مذكرة تعاون بين الفرق والجمعيات المشاركة، بهدف توحيد الجهود وتأسيس تجمع نسائي يعمل على تمكين المرأة سياسيًا ومجتمعيًا، والسعي لتغيير الواقع من خلال عمل جماعي منظم

شذى بركات، مديرة فريق “وتواصوا”، وصفت الورشة بأنها أكثر من مجرد جلسة حوار. هي خطوة نحو امتلاك النساء للمكان الذي لطالما أُقصين عنه. السياسة ليست حكرًا على أحد، وقد آن الأوان لنقول كلمتنا في مواجهة الفساد والتمييز

المشاركات أكدن في كلماتهن أن تمكين المرأة سياسيًا ليس ترفًا ولا شعارًا، بل ضرورة وطنية تفرضها استحقاقات العدالة والتنمية. وأن صوت المرأة، متى ما أُتيح له أن يُسمع، لا يُحدث فقط فرقًا في النتائج، بل في شكل السياسات التي تعكس مصالح المجتمع بأسره