تقرير تدريب مهارت التفاوض

نساء إدلب يتقنّ فن التفاوض… تدريب نوعي يعزز الوعي السياسي والتمكين السلمي

في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها سوريا، تتزايد الحاجة اليوم إلى مساحات تُعيد للنساء صوتهنّ وقدرتهن على التأثير، ليس فقط في محيطهنّ الاجتماعي، بل في المشهد السياسي العام. ومن هنا، أطلق مركز “مزايا” النسائي في مدينة إدلب مبادرة تدريبية نوعية حول مهارات التفاوض، استمرت على مدار ثلاثة أيام، من 26 وحتى 28 أكتوبر 2025، بواقع 12 ساعة تدريبية

التدريب استهدف مجموعة من النساء العاملات في فرق ومنظمات محلية في الداخل السوري، ضمن رؤية واضحة لتعزيز التشبيك والتعاون بين الجهات الفاعلة في المجتمع المدني النسوي

مهارات تفاوض… من أجل مشاركة سياسية واعية

المدربة “أمية الشاكر” الحقوقية في مركز مزايا، وصفت التدريب بأنه “خطوة نحو توسيع أدوات النساء في التعامل مع النزاعات”، مؤكدة أن الغاية ليست فقط إكساب المشاركات تقنيات التفاوض، بل ترسيخ ثقافة اللاعنف كمسار واعٍ للتغيير، وتمكين النساء من لعب أدوار أكثر فعالية في الحياة السياسية والاجتماعية.

وأضافت “الشاكر” أن التدريب صُمم ليكون عمليًا، يعتمد على التفاعل والنقاش وتحليل المواقف، بحيث تخرج المشاركات بمخزون معرفي ومهاري قابل للتطبيق في بيئاتهن اليومية

صدى المشاركات: تدريب غيّر الكثير

المتدربة “هبة محرم” عبرت عن إعجابها العميق بثراء المحتوى، قائلة: “التدريب رائع جدًا… مليء بمعلومات نحتاجها كل يوم. حضرت لأطور مهاراتي، وتعلمت كيف أستخدم التفاوض بطريقة فعالة ومؤثرة في الحياة العملية

أما المتدربة “ازدهار كاجو”، فترى أن هذا النوع من التدريب لا يجب أن يقتصر على فئة محددة، بل “هو ضروري لكل أفراد المجتمع”، مشيرة إلى أهمية ما اكتسبته من معرفة جديدة ستنعكس حتمًا على طريقة تعاملها مع المحيط

تقييم ونتائج مشجعة

 أُجري تقييم مزدوج للمشاركات: قبلي وبعدي، لقياس مدى التقدم الحاصل في المعارف والمهارات. النتائج كانت لافتة، وأظهرت تحولًا واضحًا في أداء المتدربات، ما اعتُبر مؤشرًا قويًا على نجاح التدريب في تحقيق أهدافه

هكذا، اختُتم البرنامج التدريبي بثقة وأمل، في 28 أكتوبر 2025، بعد أن فتح أمام المشاركات آفاقًا جديدة لفهم الواقع، والتفاعل معه بوعي ومسؤولية