كل امرأة سورية هي تاريخ بحد ذاتها، أينما كانت، وأياً كان مجالها، ومهما كان حجم إنجازها، وليس بالأمر الغريب أن يكون لكل امرأة سورية قصة تستحق أن تروى، وحكايات تخلدها السطور، ولأن النساء يتأثرن بالنساء الناجحات خاصة اللواتي مررن بذات ظروفهن، فمن الضروري أن يصبحن قدوة ونبراساً لنجاح نساء أخريات.
“ابتسام الدامور”- (39) عام، أرملة شهيد، أم لثلاثة أطفال، تعمل بمهنة الكوافيرة، نازحة من مدينة كفرنبل، مقيمة بمخيم المدينة المنورة ببلدة باريشا في ريف إدلب الشمالي، تروي قصتها قائلة: مهنة الكوافيرة وتصفيف الشعر كانت هوايتي المفضلة، وكنت أزور المراكز النسائية التعليمية ومنها مركز مزايا كفرنبل لأتعلم المهنة.
في البداية كانت مجرد هواية أحببتها وتعلمتها، لكنني لم أتقن كافة تفاصيلها، في وقت لاحق أصبحت بحاجة للعمل لأعيل نفسي وأولادي بسبب استشهاد زوجي بقصف طال مدينتنا وبحرقة قالت ” وما ضللنا معيل غير رب العالمين” فذهبت لمركز مزايا كفرنبل لأتابع تعليمي، في البداية .. واجهتني بعض العقبات مثل ترك أولادي الصغار وحدهم في البيت لكن الحاجة جعلتني اتجرأ وأخرج للعمل، ووجدت تشجيعاً من قبل الأهل، فبدأت العمل بالمهنة بشكل بسيط إلى جانب عملي في مكتب المرأة التابع لمنظمة مزايا النسائية ضمن فريق الاستبيان ما يقارب العامين.
بعد انتهاء عقد عملي في منظمة مزايا عملت مع مركز “نساء الغد” في عدة مجالات ومنها: ميسرة ومساعدة خياطة بعد حضوري عدة تدريبات للخياطة، وعملت أيضاً في بيع العطورات والمكياجات في محل تابع للمركز فيما بعد عملت ضمن مشروع وجبات رمضانية أطلقه المركز لمساعدة النساء الأرامل، وبعد حملة التهجير القسري الأخيرة التي طالت مناطق ريف إدلب الجنوبي تم نقل محل العطورات لمنطقة ترمانين بريف حلب الغربي وعملت فيه إلى حين استقراري في المخيم.
بعد حوالي العام من إقامتنا في المخيم افتتحت منظمة مزايا مركز لها في قرية باريشا قدمت فيه تدريبات أكاديمية ومهنية ومن ضمنها تدريب الكوافيرة. عندما قرأت الإعلان قررت أن أتقن المهنة وأعمل بها، وقمت بالتسجيل ومتابعة التدريب تخرجت منه بدرجة امتياز وقررت افتتاح صالون صغير حتى ولو كان بالخيمة المهم ألا نحتاج لأحد أنا وأولادي.
بدأت بتأسيس المشروع واشتريت عدة بسيطة ثم نشرت إعلان عن افتتاح الصالون في خيمتي بالإضافة إلى بيع منتجات التجميل، وقمت بالعمل بشكل مجاني مدة أسبوعين كتسويق للمشروع وكان الإقبال جيد، وتم انطلاق المشروع.
حلمي أن أملك صالون مجهز بشكل كامل للعمل لأن خيمتي صغيرة وفقدت خصوصيتي بسبب ضيق المكان.
من خلال تجربتي أوجه كلمة للنساء اللواتي مررن بذات ظروفي وأنصحهن بالاعتماد على أنفسهن وتطوير قدراتهن ليصبحن مستقلات في عملهن الخاص.