“سناء العلي”
علي باشا..والاربعين حرامي قصتي قديمة وتتمدد، وكلّ قديمٍ يتجدد، عن علي باشا “ابوامجد” ،قد كان فقيراً لايُحسد.. هو من بلدة “الانوار” ، لا يؤذي قطاً او فار، يسكن مع اطفال صغار، في دارٍ لا تشبه دار.. مزحاً بالباشا لقّبوه، فقير جدّه وابوه، مراقب توزيع عيّنوه، وراتب زهيد قد اعطوه.. في يوم من ذات الايام، فبل ذهابه للدوام، غضبت زوجته الهام، اولادها مثل الايتام.. بالالعاب لا يلعبون، لباساً بالياً يلبسون، فتات الطعام يأكلون، ووصفت علياً بالمجنون.. علي باشا معروف بالشرف، لا يسعى ابداً للترف، بأخلاق العفة قد عُرف، وإلى دوامه انصرف.. جلس يراقب التوزيع، هنا أسماء للجميع، معونات للكبير وللرضيع، سوف تُوّزع على السريع.. توظّف معه اربعون شاب، هم من خيرة الاصحاب، لا يتنابزون بالالقاب، ولا يوجد فيهم كذّاب.. استلم الاوراق ووقّع، يتمنى ان يصبح انفع، ان يحصد يوماً مايزرع، ويساعد العالم أجمع.. الله!!! ياروعة اخلاقه، هو والشباب رفقاقه، لا ينقص ذوق ولباقه، ازهارٌ جُمعت في باقه.. انتهى العمل هذا اليوم، تمّ التوزيع على العموم، لم يبقى فقير او محروم، بعد علي باشا محروم.. عاد ويمشي في الطريق، صادف جاره ابورفيق، عاتبه ولامه كالصديق، لم يعطوه ما بلّ الريق.. لم يستلم منذ شهور، ولا حتى اخاه “مشهور” ، ومضى علي باشا مذعور، مجبورٌ ان يسكت. مجبور.. صار يتحرى ويراقب، وبنظر الحاذق الثاقب، قد يتلقّى بعض مصاعب، لكن رفاقه سيحاسب.. في مرة اتتهم سيارة، مملوءة قد تكفي الحارة، فتّش في تلك الاضبارة، اسماء الجار مع الجارة.. في الليل عاد ليتجسس، بالمخزن نفسه يتلصص، يبحث عن مخبأ كي يجلس، فاختبأ هنالك في المحرس.. رفاقه عادوا في الليل، لم يبقى لعليٍ حيل، ماذا يجري هنا ياويلي، فرغ المخزن مثل السيل.. سيارتهم عبّوا وركبوا، وظنوا بأنهم هربوا، لكن يا حرامية ارتقبوا، علي باشا هنا هيّا ارتعبوا.. خرج عليهم مثل النمر، بكلام لاذع كالجمر، وعيون غاضبة حمر، وصاح: ” أنسيتم امري!!؟” … قالوا ياباشا استرنا، نرجوك بألا تفضحنا، اعطينا فرصة..امهلنا، كي نُرجع كلّ الذي معنا.. قال علي باشا بغصة، ؛” انتم لصوص كالقصة، لكن ماهيّج احزاني..لم تعطوني معكم..حصة”.. فرح الاصحاب وقد عادوا، سرقوا ونهبوا ما رادوا، فلصوص اليوم يا قارئ، بعد علي باشا..زادوا..