التحصيل العلمي وحده بالفعل يمكن أن يكون من المهد إلى اللحد، لكن لأصحاب الإرادة والطموح، سنوات مرت عليهم كالدهر شعروا خلالها كأن شيئاً يغلق أعينهم أمام الحياة، ولكن أدركوا أن ركوب القطار لا يفوت أبداً (إنهم المتحررون من الأمية).
“ليلى الأطرش” – 45 عام – أرملة – ربة منزل وأم لخمسة أطفال أمية لا تجيد القراءة والكتابة نازحة من مدينة كفرنبل مقيمة في مخيم المدينة المنورة في بلدة باريشا تروي قصتها قائلة أنا أحب العلم وأحب ن أحمل القرآن بين يدي وأن اقرأ فيه وكذلك أتمنى ان اساعد إبني بواجباته المدرسية ونحن كلنا بحالة تشرد أريد أن اتواصل مع أهلي واقربائي اللذين فرقت بيننا وبينهم الحرب وأصبح كل منا في مكان بعيد عن الأخرين، لذلك انا احب العلم كثيرا ” فالعلم نور والجهل ظلام “,واطلبوا العلم لو كان في الصين لذلك كان لدي رغبة كبيرة في تعلم القراءة والكتابة إلى أن سمعت من النساء المقيمات في المخيم بأن مركز مزايا باريشا سيقيم تدريب بعنوان (محو أمية) قررت الذهاب للمركز وحضور التدريب.
هدفي من التعلم هو حفظ القرآن الكريم “كنت لما شوف شخص ماسك القرآن أتمنى شيلوا واقرأ فيه” الحمدلله أصبحت اقرأ القرآن وحفظت جزءاً كاملاً، وأنا مستمرة إن شاء الله، أيضاً هدفي الثاني هو مساعدة أولادي بواجباتهم المدرسية.
حضرت تدريب المستوى الأول قرابة الشهرين تعلمت خلالها الأحرف وطريقة كتابتها بجميع أشكالها، وتهجئة وقراءة الجمل قررت حضور المستوى الثاني من التدريب، وكانت مدته شهر ونصف تمكنت خلالها من القراءة والكتابة بشكل صحيح، وكنت من المتفوقات بالاختبار بدرجة امتياز، وحصلت على تكريم من منظمة مزايا خلال حفل أقامته المنظمة في نهاية التدريبات، وأتمنى أن يطلق المركز تدريباً بمستوى ثالت لأتمكن من التعلم أكثر.
– أما فيما يخص ما واجهته ليلى خلال حضور التدريب فقد قالت:
واجهتني بعض المشاكل وهي بعد المركز عن المخيم، ولكن مركز مزايا أمن لنا المواصلات وساعدنا على تخطي العقبات.
تغير وضعي وتعززت ثقتي بنفسي كأنما شخص أعمى وأصبح مبصراً، والآن أنا أعرف القراءة والكتابة، وأصبحت أساعد أولادي بواجباتهم المدرسية، وإذا أردت الذهاب لمكان ما أصبحت أعرف المناطق من خلال قراءة القارمات الموجودة على الطرقات مثلاً كالذهاب إلى المشفى أو زيارة أهلي، فأنا لم يكن بإمكاني الذهاب إليهم وحدي دائماً يجب أن يكون معي مرافق حتى لا أتوه، أما الآن فأنا قادرة على الذهاب إليهم وحدي وحتى قراءة الرسائل الهاتفية.
بالنهاية أتقدم بجزيل الشكر لمركز مزايا وجميع القائمين على التدريب، وأتمنى لكل امرأة لا تجيد القراءة والكتابة أن تساهم بالتعلم وألا تضيع الفرصة إذا كانت قادرة على التعلم.