الحياة لا تخلو من المطبات المؤلمة والمحبطة، لكن إن وجدت الإرادة القوية المقترنة بالجد والمثابرة سيكون النجاح حليفك بلا شك.
فالنجاح لا يولد من العدم، ولا يأتي من الفراغ، بل هو نتاج تعب وإصرار وإيمان.
“سراب العلوش”-(33) عام، متزوجة وأم لثلاثة أطفال، تعمل بمهنة الخياطة، نازحة من مدينة كفرنبل، مقيمة في مخيم المدينة المنورة في بلدة باريشا في ريف إدلب الشمالي ، تروي قصتها قائلة: تعلمت مهنة الخياطة منذ حوالي ثمانية أشهر في مركز مزايا باريشا وأنا الآن أعمل بها.
بالنسبة لي الخياطة كانت هوايتي المفضلة ولكنني لم أستطع ممارستها من قبل، ولكن بسبب الحرب والنزوح فقد زوجي عمله وتغيّر وضعنا المعيشي للأسوء، قررت أن أتقن المهنة وأعمل بها، وبعد حوالي عام من إقامتنا في المخيم افتتحت منظمة مزايا مركزاً بالقرية، وبدأ المركز بتعليم التدريبات المهنية ومن ضمنها مهنة الخياطة، وعندما شاهدت الإعلان عنها على صفحة الفيسبوك رسمت طريقاً لهدفي وهو تعلم مهنة الخياطة.
قمت بالتسجيل في التدريب وبدأت بالتعلم، كنت أظن أن إتقانها شيء صعب، ولكن بعد ممارسة المهنة وجدت أن لا شيء صعب مع الإرادة القوية، واجهتني بعض الصعوبات مثل تأمين ماكينة الخياطة وضيق المكان، ولكن الحمدلله تخطيت كل الصعوبات لأن هدفي من تعلم الخياطة هو أن يكون لي عملي الخاص، وأن أكون معيلة وسند لعائلتي شجعني زوجي وأولادي على التعلم، وليكون لي مشروعي الخاص، أتقنت مهنة الخياطة وتخرجت من التدريب بدرجة امتياز وبدأت بالعمل بالرغم من أني مريضة دسك.
عملت بالخياطة ضمن مشروع قادرات لتصميم الملابس الذي أطلقنه النساء في المخيم، وأصبح لدي زبائن وأصبحت خياطة معروفة ضمن المخيم في فترة قصيرة، فالخياطة مهنة سهلة وغير مكلفة ويمكن افتتاح المشروع ضمن البيت، وأنا أشجع النساء اللواتي بلا عمل على وضع هدف لهن والمثابرة للوصول له، والبحث عن نقطة الانطلاق التي تطمح لها، ولكي تكون السند لعائلتها في مشاق هذه الحياة والظروف المعيشة الصعبة.
“أنا حلمي بالوقت الحالي كبر مشروعي ويصير عندي مشغلي الخاص”