تقرير تدريب زراعة النباتات المنزلية

الزراعة المنزلية… حين تصبح النبتة بذرة أمل

في مدينة إدلب، حيث يتقاطع اليومي الثقيل مع تطلعات النساء إلى غدٍ أكثر خفة، نظّم مركز مزايا النسائي تدريبًا متخصصًا حول زراعة النباتات المنزلية في 23 أيلول/سبتمبر 2025. جاء التدريب استجابة للاهتمام المتنامي بالبيئة والرغبة في تحسين جودة الحياة داخل البيوت، وشارك فيه عشر نساء يجمعهن الشغف بالزراعة وحب الجمال

المشرفة على التدريبات في مركز مزايا “نارمين السويد” أوضحت أن هذا النشاط يندرج ضمن سلسلة من الأنشطة التي يحرص المركز على تقديمها لتعزيز المهارات الحياتية والوعي البيئي لدى المجتمع المحلي، وبخاصة النساء. وأضافت: “ركز البرنامج على أسس الزراعة المنزلية، من اختيار الأنواع المناسبة إلى طرق العناية بالنباتات داخل البيوت. وقد شكّل التدريب فرصة تفاعلية غنية، حيث تبادلت المشاركات الخبرات في أجواء تعليمية مفعمة بالحيوية والفضول

قاد التدريب المهندسة الزراعية “مارية ماهر”، التي حرصت على إضفاء طابع عملي وحيوي على الجلسات، فكان اليوم الأول بمثابة مدخل إلى عالم الزراعة المنزلية، بدءًا من أهمية استغلال المساحات المتوفرة في الشرفات والمطابخ والصالونات، وصولًا إلى الفوائد البيئية والصحية والنفسية للزراعة.

وفي جلسات التطبيق العملي، زرعت المشاركات أنواعًا متعددة من الخضراوات مثل البقدونس، الرشاد، الجرجير، البصل، الثوم، والكزبرة، مستخدمات أدوات بسيطة مثل صناديق الفلين. كما تمت زراعة نباتات الزينة والنباتات الداخلية والصباريات، مع شرح مفصل حول تكاثرها وفوائدها التجميلية والطبية، إلى جانب زراعة أبصال شتوية مثل النرجس، الفريزيا، والمسك، مما أضفى على التدريب طابعًا موسميًا متجددًا

المتدربات دخلن التدريب بدافع داخلي واضح؛ لديهن رغبة صادقة في تعلم الزراعة المنزلية، ولم يكتفين بالاستماع، بل قمن بزراعة كل الأنواع التي تناولناها، والتقطن الصور لما زرعنه وشاركن التجارب بين بعضهن، تقول مارية، مضيفةً: بعضهن عبّرن عن رغبتهن في تحويل هذه المهارات إلى مشروع مشتل صغير، وهذه نقطة مضيئة تستحق الدعم

إحدى المشاركات، السيدة مريم حمدان، تحدثت عن تجربتها بالقول: “حضرت التدريب لأتعلم أساسيات الزراعة والتسميد، وأفهم كيف يمكن أن تؤثر الزراعة المنزلية على حياتنا اليومية. إن شاء الله، إذا توفر لي رأس مال، أطمح لافتتاح مشتل صغير أستطيع من خلاله تأمين دخل لعائلتي، فأنا بحاجة لمشروع يساعدني في إعالة أولادي وتعليمهم،خاصة أنني لا أملك أي معين سوى الله عز وجل

امتد التدريب حتى 21 تشرين الأول/أكتوبر 2025، بواقع 40 ساعة تدريبية. ولقياس مدى تطور المهارات، خضعت المشاركات لاختبار قبلي في بداية التدريب وآخر بعدي عند نهايته. أظهرت النتائج فارقًا ملحوظًا في الأداء والمعرفة، ما يعكس الأثر الإيجابي للتجربة

التدريب، رغم بساطته، لم يكن مجرد ورشة لتعلم الزراعة؛ بل مساحة لإعادة الاتصال بالأرض، وبالذات. لكل نبتة زُرعت، كان هناك أمل جديد يُغرس في قلب امرأة تسعى للحياة رغم كل التحديات