في مشهد ربما بات مألوفاً للجميع، ممن تملكهم شعور اللامبالاة والبرود لكثرة المشاهد المفجعة والمؤلمة بل وأكثر في هذه السنون العجاف.
جالسة على عتبات بيتها الجديد، بل شقتها التي استلمتها فور وصولها إلى ادلب داخل قرية سكنية بنيت خصيصا للمهجرين قسرياً، وذلك في ريف ادلب الجنوبي بدأت قدماي بالمسير نحوها وعيوني تتسأل عن قلبها النابض، أي بلاء حل به حتى أوصلها الى هنا؟ اقتربت أكثر فأكثر إلى أن شعرت بقربي، وكانت في حالة انشغال بإصلاح حذائها المهترئ وما أن تأكدت أني أدنو نحوها حتى أخفت ذاك الحذاء وراء ظهرها بخجل واستحياء مع احساسها بالتعجب للوهلة الأولى.
ألقيت السلام عليها وقلت: “مرحبا يا خالة” أجابت بصوت مرهق: “أهلين يا بنتي” أذنتها بالسماح لي بالجلوس “أي تفضلي” أعلمتها بهويتي ومن أكون وبدأت حديثي بالسؤال عن حالها وصحتها لأضمن أنها مرتاحة للحديث معي. وبعد أن شعرت بحين الوقت المناسب لإجراء المقابلة ليكن سؤالي لها أولاً: كيف وصلتي إلى هنا؟ فقالت بذات الصوت المبحوح “بعد خروجنا من الشام لسوء الوضع هناك وصعوبة البقاء. توجهنا نحو لبنان لقربها علينا وتحديداً مخيم بلدة عرسال الحدودي بين سوريا ولبنان أخبرونا بأرسالنا من المخيم ليتم نقلنا بالحافلات الخضر والوصول بنا الى هنا، وها أنا أكمل الشهرين بالمبيت أنا وابنتي وعائلتها المجاورة لي”.
نوران المحمد
مزايا