أم علي من مدينة مورك في ريف حماة الشمالي تقول: “تركت مدينتي واضطررت للنزوح إلى ريف ادلب هرباً من القصف، ما أجبرني على بيع أثاث منزلي الذي كنت أجمعه طوال حياتي، كالغسالة والفرن والسجاد والمكواة وغيرها”.
ازدهرت تجارة الأدوات المستعملة في المناطق المحررة في السنوات الأخيرة، لأن كثيراً من النازحين يفضلون بيع أثاث منزلهم، خوفاً من السرقة أو قصف طائرات بشار الأسد وحلفائه لمنازلهم، كما أن الفقر دفع كثيراً من الأسر للاستغناء عن بعض أدوات منازلهم، وفي حالات أخرى يتم تغيير الأثاث لمجرد التجديد.
ويوجد في كفرنبل أكثر من عشرة محلات لتجارة الأثاث المستعمل، ويقول أبو أحمد، وهو صاحب أحد هذه المحلات: “مع اشتداد المعارك في المدن المجاورة ونزوح الأهالي من منازلهم هرباَ من القصف نشطت تجارة المستعمل بشكل كبير، حيث أن معظم النازحين يبيعون ممتلكاتهم، وغالباً ما يبيعونها بأسعار رخيصة”.
وهو ما تؤكده أم خالد -من مدينة حاس- وتقول: “بعد أن فقدت أغلى ما أملك من أولادي ببرميل أسدي قررت بيع أثاث منزلي والذهاب للمخيمات للعيش هناك”.
أما إسماعيل فقرر بيع أثاث منزله لأنه لا يملك النقود للصرف على أولاده الصغار، ولا يستطيع العمل كونه مريضاً.
والأرملة أم عبدو تقول: “الحاجة هي التي دفعتني لبيع غسالتي وبعض الصحون لأجلب لأولادي ثمن الخبز”.
ويقول أبو رياض -وهو صاحب محل ضخم لبيع الأدوات المستعملة- إن هذه التجارة رائجة منذ بدء الثورة وغالباً ما تتميز القطع القديمة والنادرة بسعر ثمين، فمثلا الخزائن القديمة تكون مصنوعة من الخشب الطبيعي، أما خزائن الآن فتصنع من الخشب الصناعي الرقيق.
ويضيف أبو رياض: “كان الناس يخجلون ويحرجون من الدخول إلى محلات المستعمل، أما الآن فلا خجل من الدخول والبيع والشراء، ولو كان الشخص ميسوراً”.
محمد -وهو شاب من مدينة كفرنبل- وجد طلبه في محل أبي رياض بعد نصيحة من أحد أقربائه، ويقول: “أقوم بتجهيز منزلي من الأدوات المستعملة لأن أسعارها أقل من الجديدة وجودتها أعلى، ولا أملك المال الكافي لشرائها جديدة، ووجدت أنواعاً غير موجودة في محلات الأدوات الجديدة”.
ديمة الموسى