أسلوب آخر للجمال

الجمال قيمة ذاتية وموضوعية، تنتمي أحكام الجمال لثقافة متغيرة في الزمان والمكان. كل امم الارض تختلف بشأن بعض التفاصيل لكنهم متفقون ان المرأة على السطر الأول في سلالم القيم الجمالية بعضهم يطارد الفكرة الجميلة أو الطبيعة ووديانها وسمائها وغيومها.
يتجلى جمال المرأة بجسدها وما يلحق به من مظاهر الرشاقة واللباس والألوان الظاهرة والمخبأة التي تعمل الثقافة النسائية على تحسين أدائها وفق سويات ثقافية متنوعة.
الجسد وعائلته صارت خارج الملعب , أو خارج منافسة الجمال, صفر الحكم بخروجه من المنافسة واستبداله أو إخفائه وراء سماكات سوداء غليظة عريضة مصمتة خرساء مهمتها طمر أي ملمح جسدي.. والجلباب أنا أراه نعمة لامرأة تعيش في ضيعتنا تكون قد دخلت دورة تسمين قبل الثلاثين، بأولاد أو بدون أولاد، ثقافة غذاء نشوية ومحدودية في الحركة والعمل والرياضة. أي ما عاد واردا في اهتمامها قوام مطوع أو خصر أو جسد سيلي رشيق الجلباب يعامل كل النساء بدرجة واحدة الأخذ بالاعتبارات الفردية، الجلباب قلعة يعطيك الحق أن تراقب الناس وراء أسوارها ولا يراك أحد من خارجها. ألغى الفروق بين النساء، يلحق بالجلباب الحذاء الذي صار ممسوحا بدون كعب وبدون طقة. غطاء الرأس ضيع على كثير من النساء امتلاكهن لشعر طويل أو أسود أشقر مرسل مجعد مكرمش، شعر مزين، شعر غزير كله مثل بعضه تحت لفائف الاقمشة التي تقمطه من مرورا بتحت الذقن ومنطقة الصدر. صفر الحكم فخرج شعر المرأة من المنافسة أيضا. وصل الحصار للوجه الذي كمل ملامح التفريق الأولية بين امرأة جميلة، صبوحة، ناعمة، ظريفة أو امرأة رائعة، إلى غير ذلك من مواصفات الملاجة التي أجاد العرب في وصفها. طمس الوجه فورا بالأسود والإبقاء على العين وبذلك ذابت الفروق الجمالية باعتبار العين جميلة على وجه صبوح أو على هيئة دميمة. ضاعت فرص التمايز أيضا.
خرج الجسد وعائلته من سباق مواصفات الجمال الذي غالبا يعرف بالجسد وأعضاء الجسد وتلويات الجسد وحركته وتسريحات الرأس وملاحة التقاطيع. كلها خارج المباراة .. مساواة قهرية وإلغاء تفاصيل النساء بالجمال. هكذا ثقافة المجتمع.
والحال كذلك، بقي للمرأة ممر واحد عليها أن تتشبث به لكونها ليست مفهومة أو ليست امرأة مالم تكن جميلة في جانب ما ..
بدائل المرأة للتعبير عن جمالها هي من طبيعة المرأة ومن طبيعة عمل المرأة: معلمة، مربية، ممرضة، طبيبة، مشرفة اجتماعية إلى غير ذلك.. أمام المرأة حق التمايز في الذوق والكياسة والتلطف والحنو والنفور من الميوعات اليومية وميوعات شبكات التواصل. ومن سيدرب المرأة لتكون مميزة وجميلة ورائعة؟ التفاني في العمل والدأب والمتابعة والقراءة اليومية. تثقيف جوارحها وتثقيف عقلها وعندها ستشكل حالة بعيدة عن العبارات السوقية والخجل الزائد وفظاظة الكلمة وغباء الرؤية وهي التي تتكفل بتشويه المرأة وتشويه أنوثتها المميزة. لابد من القراءة.. إدمان القراءة للخروج من الحالة الراهنة.
بقلم: عبد العزيز الموسى

Leave a Comment