قال العارف.. أنا وزوجتي متفاهمان وعند طروء أي مشكلة نناقشها أتنازل قليلاً ومن جهتها تتنازل قليلاً ونسلم لحل وسط.. رد صاحبه بدهشة لا أفهم عليك قال له مثلاً البارحة اختلفنا بشأن لون الستائر التي سنشتريها أنا أصّريت على البيج وهي تمسكت باللون الأزرق.
وفي النهاية توصلنا لحلٍ وسط وهو اللون الأزرق.
يبدو أن في أغلب الحالات لابد من طرف يضطهد طرفاً آخر وعادة في الأمم التي لم ترتقِ بعد لتجاوز أطوالها الغرائزية الأولية، أي لم تحقق ما يدعى بوجود الذات والبحث عنها كحالة عالية مستقلة ومن ثم تعزيز الذات باعتبارهما مرحلتين تؤطران سوية ومنسوب النضج الإنساني.
وكعرب عندما لا نرتقي لهذا السحت فلابد في كل مرة من وجود طرف متحكم بطرف آخر حتى تستقيم الأمور، يتحكم بالرجل بالعضلات بالسيف بالرشاش بالصاروخ.. المهم عليه أن يتحكم.. ليس غير متصل طرف بطرف آخر.. ليس بالتنافس بكلمات كاسدة في الذاكرة العربية بل بصراع مهما كانت ضراوته.. الصراع محور البشرية في مثل مجتمعاتنا على طرف أو فئة أو شخصٍ أن يتسيّد لإشباع (الهو) العتيق البهيمي الثاوي في قيعاننا البكر الاولى الخام.
لا بدمن سحق وإلغاء الآخر لتستقيم الأمور … المنافسة لا تعمل على محور الغرائز التي ما نزال متوحلين بها.
أي فئة ضعيفة أو مهانة أو منتهكة معرضة للإصابة بهذا الوباء أكثر من غيرها وغالباً تمر مع حالة الرعاة والجهلة والغرائزيات بقدر جلي مضاف لها جماعات الخرافة والأساطير والمرأة في أدوار المجتمع العربي أضعف الحلقات وتتحمل ضغط كل الحلقات الأخرى وعادةً لا تضغط على أحد عندما تتمكن ويتاح لها أن تضغط على من هو أضعف منها تبدي الأعاجيب سواء تجاه زوج سلم راياته أو تجاه أطفال صغار ولكن أخص ما تظهر هذه الجرثومة عند امرأة متسيدة على امرأة من جنسها…. ليس لأنها تغار منها لأنها أذكى امرأة أو أجمل منها بل لإشباع حالة مرضية بالتسلط والقهر ولا تتردد ولا تمل وتثب مورثاتها الخام الغابية وتقف على حيلها بوضوح فريدٍ ومقرف.
تمرر نحو النساء من جماعتها هذه الفوقية المتسيدة عندما تستلم الرسن بصلف مثير للدهشة يصرف عن حجم الظلم والحيف ولو كانت وزيرة ثقافة.
لا تتردد وقلنا لا يسلم الأمر في تمرير عجرفتها في أقوالها وأحكامها حتى مع زوجها حتى يخور عزمه ويتراجع باحثاً عن الأمن والسلامة والركون للهدوء..
لاتوفره ولا ترضي في كل المرات التي تواتيها الفرص لعرض صفقات مهينة للآخر خاصةً للمرأة التي يفترض أنها مضطهدة مثلها وتحتاج للرعاية والعطف والشفقة، الأضعف المتماهي بالأقوى الذي أذله سابقاً وأحتقره وقت يستلم الرسن تظهر الأعاجيب المقرفة وهو يحاول أو تحاول تصريف قيمها التاريخي المتوخم في داخلها لابد من أدوار دؤوبة من عمليات التوعية لتجاوز هذه الأمراض والارتقاء نحو الآخر وتحصين الذات النامية، تمكين الذات من المعرفة والحب للقفز من محطات غرائزية لمحطات إنسانية فيما بينها.
عادةً نحن لا نرى الآخر الذي لا يرانا بدوره.. بحاجةٍ للآخر خاصة في عصر على المرأة فيه أن تحمل ليس عبئها فقط ولكن أعباء من حولها..
وهذا قدرها في هذه المرحلة.
بقلم: عبد العزيز الشاكر