ماهي المواصفات الراجحة للحصول على زوجة؟ ما يتم تناقله على لسان الأمهات والقريبات، التمسك باشتراطات أولية بقدر عالٍ من الإكبار ليس الجمال وحده، مع كونه محور العملية لدى الزوج على الأقل، ما يؤخذ في الأهمية، قريبة الأهل الطاعة الإذعان التقبل والخوف والخجل وعدم المشاكسة والغباء أحياناً شرط مهم عند البعض.
المفارقة أن هذه المواصفات المطروحة في السوق المؤيد بتصفيق العجائز والتراث والمشايخ والأعراف والتقاليد هي التي تسرطن المجتمع من حيث لا ينتبه…
بيت محكوم بزوجة مراهقة غبية من هذا المقاس ستعطي الفرصة للكل أن يتلاعب بمصيرها بمن فيهم رجال مشهور لهم بالغباء المنفوخ في عباراتهم…السكوت والخجل والطاعة هي آليات أولية لقفص زوج يتوق لهذه السمات. عندما تتقشر الحقيقة تتحول الأسرة لمباءة.. هات يا زواج وهات يا طلاق.. مجتمع مزور حتى فيما يمس حقيقة وجوده. أهم دواعي الفشل في استمرار حياةٍ مستقرة تقع في خانة نقص أو انعدام الوعي والكرامة والقدرة على التعبير بصراحة وانسحاق الشخصية وتماهيها بالأم والعرف وبالتالي العجز عن القرار والعيش خارج الحياة الخاصة وخارج الحلم. تعيش المرأة بما يُسَنُ عليها من خارجها، تعيش بالنيابة عن غيرها وعن ردود فعل غيرها وانفعالات غيرها، ليس بحوزتها غير نزق العبارة وفجاحة في اللفظ ومحدودية في الرؤية وهذه كفيلة بخنق أي مشروع لاحق لتكوين أسرة إذا أخذنا في اعتبارنا شروط تعجيزية ومطالب تحول الزوج لكلب لاهث لإرضاء عرف المجتمع وزواجر الأهل والعيب والحلال والحرام والممنوع والغير مسموح به. ليس هناك ما هو مباح ،أومن حق الزوجة الصغيرة خاصةً إذا فقدت الزوج ،ما بحوزتها إذا ضاقت المصائر لا يكفي وحاجة على بيدر انعدام حس الكرامة والشخصية المتفهمة المستقلة في الرأي والثقافة الواعية، لا ثقافة وميوعة المسلسلات المحلية والغازية ..المرأة الواعية إن وجدت وهي حتى الآن نادرة وممنوعة ومتهمة باعتبارها متفذلكة وقليلة حياء وغير متربية وسلعة غير مرغوبة بل كاسدة ومثار تحفظٍ وسخرية، ليست على مقاس المجتمع وقد تحمل كل التهم وصولاً للخيانة والكل يرشقها لكونها ستجرئ النساء على الفجور والدوس في الممنوع، هذا إذا افترضنا أن هناك زوجاً متفهماً لمثل هذه المرأة ، هو قطعاً أتفه حلقة في المجتمع مع أنه يلهث من يوم العرس ومطالبه ليوم القيامة ويكذب باسم الشرف وباسم الأسرة وباسم الدين والعرف وباسم العقدة التاريخية التي تعايش عليها..
المرأة التي قلنا عنها، طائعة خجولة ساكتة متصلة غبية صغيرة تخزن ضلالات الماضي والحاضر، وستكون عبئاً وعقاباً لمرحلة اجتماعية مهزومة تعتمد هذه المواصفات والزجر والضرب.. وجود امرأة متفهمة راشدة صاحبة رؤية وقرار أشبه بالجريمة وخرق للمعايير المألوفة.
من حيث لا ننتبه نحن نبحث عن امرأة معدومة الكرامة وقابلة لأي حقارة وهي ستكون المسؤولة عن تلويث الجيل باعتبارها الأم بكل المباءات التي ندفع اليوم ضريبتها..
المرأة الرائجة في السوق أفضل ممكن متاح لإنتاج الذل والمهانة.
بقلم: عبدالعزيزالشاكر