كانت أمل تبلغ فقط ثلاثة عشر عام عندما ارتدت فستانها الأبيض وودعت دميتها، أثناء الزغاريد داخل منزلها، ولم تكن تعلم أن تلك الزغاريد كانت لزفافها من رجل يكبرها بخمسة عشر عام، نعم ذلك الرجل تزوج طفلة وتلك الطفلة على يديها طفل الأن!
بدأت أمل بسرد قصتها وأخبرتني بتفاصيل كثيرة «تزوجت بسن (13عام) وعندما بلغت الخامسة عشر أصبحت أم، نعم لقد تخلصت من ظلم زوجة أبي التي كانت تعاملني وكأنني خادمة، مع العلم أن زوجي يكبرني بكثير وأحواله المادية سيئة للغاية».
ومن المؤكد أن أمل لم تكن الفتاة الوحيدة لنفس القصة، فهنالك شهد من مدينة كفرنبل بريف ادلب متزوجة تقول: «تزوجت بسن الخامسة عشر، وزوجي شاب ميسور الحال، زواجي منه كان بسبب فقر عائلتي وتحت حجة أنني فتاة ولي مصروف كبير».
والحال ذاته ينطبق على راما (14عام) من بلدة حاس بريف ادلب تقول: «أنا في البداية كنت رافضة لفكرة الزواج، ولكن فجأة وبين ليلة وضحاها تم عقد قراني بسبب خوف والدي من العار كما كان يقول، وبعد فترة حملت بطفلين، وتطلقت لأسباب شخصية، وعندما بلغت السادسة عشر تقدم لي ابن عمي رغم أنه متزوج، ليستر عليّ كما كان الجميع يخبرني».
اكتشفت العديد من القصص خلال بحثي في هذا الموضوع، ومهما اختلفت القصة في تفاصيلها واشخاصها كانت النتائج متقاربة، ومشاعر تلك الفتيات واحدة.
فرغد تلك التي تبدو في العشرينيات من عمرها غطت وجهها ملامح الجمال، وكانت عينيها تتحدث خلاف ما يقول صوتها. بدأت تروي لي قصتها وكأنها كانت تنتظر أحداً لتخرج ما بداخلها من ألم «تقدم لي شاب رغم صغر سني، تقبلت فكرة الزواج احتذاءً بمقولة والدتي «البنت مالها غير بيت زوجها»، كان لطيف معي فترة الخطوبة يحضر لي كل ما أريد، كنت أظن أن الزواج شيء جيد لكل فتاة، ولكن عندما علم بحملي بتوم بنات تغيرت معاملته معي، وهددني بالطلاق وحتى هذه اللحظة أدعو الله أن يرزقني صبي حتى لا أصبح مطلقة ويبعدوا طفلتيّ عنّي».
وصلت للقصة الأخيرة في هذا التقرير ولكنها ليست الأخيرة في قصص زواج القاصرات ومعاناتهن. أية الطفلة البالغة من العمر (12عام) من حماة، متزوجة حديثاً تقول: «أنا يتيمة الوالدين وأراد عمي أن يزوجني من رجل مهاجر مقابل مبلغ من المال، ولم أكن أعلم ما هو الزواج أساساً، زوجوني غصب، حرموني من طفولتي».
رهام بكور
مزايا