على أعتاب دخول الثورة عامها الثامن إلا أن الحرب لا تزال تمزق أوصال سوريا وتعصف بأرواح أهلها، سبع سنوات مرت والسوريون يعانون الأمرين قتلاً وتهجيراً وتجويعاً.
على ما يبدو حتى البقاء على قيد الحياة لم يعد كافياً أحيانا، وينطبق هذا على النساء والفتيات وما يعايشنه من استغلال وعنف على كافة الأصعدة.
هنادي البالغة من العمر (24عاماً) إعلامية في الشمال السوري المحرر، وقد كانت معرضة لتكون طعماً وضحيةً للاستغلال. تحدثنا عن موقف حصل معها في مجال عملها. فتقول لمزايا: “في إحدى المرات كنت جالسة أتصفح الأنترنت صادفت افتتاح مركز في منطقة حدودية مع تركيا يهتم بتدريب ورفع القدرات، قررت التواصل مع صديقة لي كونها تعمل في المركز نفسه لتصلني بالمدير أو أحد المسؤولين”.
تتابع هنادي حديثها بصعوبة: “وبالفعل استطعت أن أتواصل مع المدير تحدثت معه بعد التعريف عن نفسي، وأنني أرغب بإجراء مادة صحفيه عن المركز، في بداية الأمر أعلن موافقته وترحيبه، ولكن فيما بعد ًشعرت بأنه أصبح يراوغ وأصبح يسألني أسئلة خاصة جداً هل أنت متزوجة أو لا؟ كم عمرك؟، شعرت بأن هناك غرابة في طريقة حديثه وجرأته كوني أتحدث معه لأول مرة، فكانت النتيجة اعتذاري منه على التقرير وقطعت تواصلي معه نهائياً”.
في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المرأة في سوريا وتحديداً في مناطق الصراع، والتي وقع عليها عبء تأمين متطلبات المنزل بعد غياب رب الأسرة ومعيلها لأسباب مختلفة نتيجة الحرب الدائرة، تنوعت أعمال المرأة حتى اضطرت العمل في مجالات لم تكن تعمل بها من قبل أو بالأصح كانت حكراً على الرجال في مجتمعنا.
ميس (30 عاماُ) متزوجة ولديها طفلين تروي قصتها عندما كانت تعمل في إحدى المجلات في تركيا: “خلال طبيعة عملي ككاتبة كنت أتواصل مع محرر لتدقيق المقالات، كان يجيبني دائماً بمنتصف الليل، وأحياناً يخرج بحديثه خارج نطاق العمل بكلام سيء، وأنا بحكم ظروفي الصعبة كنت مضطرة للرد عليه حتى في الساعات المتأخرة، وهو يعلم جيداً أنني مضطرة للعمل لذلك كان يحاول استغلالي لأهدافه الدنيئة، ولكن فيما بعد قدمت استقالتي”.
ونشاهد حالات من الاستغلال قد تتعرض لها النساء والفتيات من قبل العاملين في المنظمات الإغاثية والإنسانية، مقابل الحصول على مساعدات أو العمل برواتب قليلة بسبب الحاجة.
نسرين أرملة (27عاماً) أم لطفل من ريف إدلب الجنوبي تقول: “استشهد زوجي أثناء تحرير مدينة إدلب، في إحدى المرات توجهت إلى واحدة من الجمعيات في بلدتي لأستلم معونة غذائية كوني زوجة شهيد، وعند وصولي قابلت المسؤول على الجمعية وهناك تفاجأت لطلبه وهو أن أرفع الخمار عن وجهي مقابل استلامي لسلة غذائية!”.
وهناك الكثير من الحالات التي تبقى في طي الكتمان، خوفاً من عدم تقبل المجتمع للمرأة التي تعرضت للاستغلال حتى دون توثيق لغياب القانون والمراكز التي تعنى بهذا الشأن.
شادية تعتاع
مزايا